top of page
عمل انشائي: "welcome home"

 

يحمل العمل التركيبي Welcome Home جانبًا شخصيًا عائليًا ويوفّر لي حيّز تعبير عن هويّتي الجندرية والقومية، استمرارًا للعمل التركيبي "صرخة صامتة" الذي عُرض في جاليري أم الفحم عام 2018. أتناول في أعمالي في السنوات الأخيرة النكبة، من خلال ما اختبرته النساء عامة والنساء في عائلتي بشكل خاص. منظور شخصي يُحيل، عن طريق الفن، ويتواصل مع القصة الجمعيّة.

 

في العام الماضي عُدت للبحث والتعمق في قصة خالتي الراحلة ألكسندرا قعوار، والتي عاشت في حيفا واضطرت للنزوح من بيتها عام 1948، ولم تعد أبدًا للسكن فيه. عندما تمعنّت في صور البيت الذي صورته خلال بحثي (والواقع ليس بعيدًا عن مكان سكني) اكتشفت لدهشتي، في الطابق الأرضي الذي تحوّل إلى دكان، لافتة كبيرة ومضاءة في مدخل الدكان مكتوب عليها Welcome Home. هزتني هذه الكتابة بعنف شديد. تذكّرت زيارة خالتي لبيتها أواخر العام 1967 ولقاءها مع البيت الذي تغيّر، لتجد السكان الذين كان مستأجرين لديها شقة في العمارة قبل العام 1948، قد اصبحوا مع نزوحها يسكنون بيتها، بينما أصحاب البيت، خالتي وزوجها وأولادهما تحوّلوا إلى لاجئين مشردين وظلوا يحتفظون بمفتاح بيتهم.

 

في العمل التركيبي Welcome Home الفضاء مُفكك ومختل وظيفيًا. استخدمت مواد بسيطة، بالإمكان نقلها من مكان إلى مكان: ماده الكرتون، أرجل طاولة قابلة للطي، وكرتون خلية نحل. كما أضفت أغراضًا من السيراميك ولافتة لامعة جديدة Welcome Home  تربط بين القديم والجديد.

 

من المفترض أن تثير التصويرات البيتية في العمل التركيبي السكينة والأمن، لكن يحضر فيها جميعها  ذلك التشويه الذي يضفي الشعور بأن الأشباح تسكن هذا الفضاء. الحاجز بين الداخل والخارج مُخترق وغير واضح بسبب الأقواس المغلقة جزئيًا. الأشياء المختلفة تحاكي مخلفات أثرية لزمن قد تجمد. المناديل، وهي التذكار الوحيد من خالتي، حولّتها إلى بلاط سيراميك صلبة ومكسورة تحلّق فوق الأرضية وتُرسّخ ذكرى خالتي صاحبة البيت.

 

ثمّة معنى آخر للعمل التركيبي يتناول تمثيلات العشاء الأخير في تاريخ الفنون. بالنسبة لي، كامرأة خريجة التربية الدينية المسيحية، فإن المائدة، والأقواس، والسمك والطعام تربط بين التجربة النسائية والدينية وبين السرد الفلسطيني الجمعي.

bottom of page